14 مارس

.

.

 

 

 

الأحد .. بداية أسبوع دراسي سادس .. يرفض الابتسـام ،ويضحك عليّ في كل مرة أكاد السقوط في ـها .. مسـاء الأمس ،وربما الأصح أن أقول .. فجر الأمس ملأت الزهراء الغرفة بـ سعال يرفض مغادرتها منذ شهر تقريبا فيرتفع صوت سعالها ويخفت حينا حتى شعرت بأن أحدهم يمسك بكيس بلاستيكي متضخم بماء بارد ،ويضعه أعلاي لتتساقط قطراته بـ ترتيب يُثير غضبي ،ويحرمني من النوم ،ثم يتوقف فجأة ،ويعود فجأة  في الـ لحظة التي أكاد فيها الدخول في النوم .

ليلة بطئيه ،ونوم لا أدري متى هطل ،لكني نمت واستيقظت كالمجنونة حين رأيت 6:44 تعلو هاتفي .. أي بكل وضوح ستغادر الحافلة دوني للمرة الثانية .. لذلك لم أثر جلبة في الغرفة ،ولم أبحث في خزانتي عن لون يشبهني لألبسه وأريح ـني من أسئلة الأعين مستفهمة عن لون مزاجي اليوم .. كل ما فعلته أني أرسلت رسالة إلى أبي أخبره أني سأذهب معه .. نزلت من غرفتي .. لبست حذائي .. أدخلت الشطيرة في الحقيبة ،وطلبت من جولييت عبوة عصير ثم جلست في الصالة انتظره  .. أبي الذي تفاجأ من رؤيتي جالسة ؛وكأني على وشك الخروج رغم علمي أنه ذاهب إلى موعد طبي عند التاسعة .. لم أدري بماذا أرد عليه حين سألني ماذا أفعل جالسة هنا .. كل ما قمت به كان الوقوف ،والسير حتى  المجلس الصغير وإغلاق الباب خلفي ..

هناك بدأت تتضح معالم يومي .. حين كسرت دون قصد الطاولة الزجاجية ،وجرحت إصبعي الذي لم انتبه لقطرات الدم المتسللة منه حتى رأيت صفحتي البيضاء ملطخة بحمرة ..

ذهبت إلى الجامعة وفي الطريق إليها كنت ممسكة بشدة بمقبض الباب وعند كل تجاوز يفعله أبي أفتح فمي وكأني على وشك الصراخ .. السيارات المتهورة .. سرعة أبي المجنونة .. سيل الشتائم التي يرمي بها السائقين .. وكل شيء يشعرني أن حادث يوشك أن يحدث .. أبي يجد في منظري الخائف أمر مضحك فيسألني " ما بكِ اليوم ؟ " .. لأقول له:" تقود بتهور  " .. فيرد علي :" لا أعرف كيف أقود دون سرعة " تلك السرعة المجنونة التي تعلمتها وأختي من أبي كادت أن ترمينا في حوادث كثيرة ،ومع هذا ما زلنا نصر على أمي في كل مرة نخرج فيها وهي تقود أن تضغط على دواسة الوقود وتهجم على السائق البطيء أمامها .

وصلت الجامعة قلبت دفتري .. في محاولة لحفظ أنواع الألواح المستخدمة في الطباعة ..،ومراحل طباعة الأوفست ،وأشياء كثيرة لا تهمني ،ولا تعنيني ،ولا أظنني سأستفيد منها شيء ..،ورغم كل محاولات أستاذ المقرر لإثارة اهتمامنا بما يقول في المحاضرة الممتدة ساعتين إلا أنه يفشل دائما في إعادة عقلي المتوجه شمالا .. دخلت الفصل الحار كغير عادته  .. وُزعت الأوراق بالطريقة المعهودة وبدأت الحل .. كان الاختبار واضحا ويمكن حله بسهولة إذا كان الإنسان قد استذكر المحاضرات المقررة ،ولله الحمد لم أجد إلا سؤالا واحدا وقفت أمامه مطولا في محاولة لمعرفة الإجابة الصحيحة ،ولكني عند عجزي عن ذلك قررت اختيار " ج " لأدرك بعد ساعة من الاختبار أن الإجابة كانت " أ " .. صعدت الدرجات الرخامية حتى وصلت استراحة الفتيات .. اخترت لنفسي مقعدا في زاوية لا تصلها الحكايات ولا فوضى الضحكات ،وتذكرت أني بلا كتاب اليوم أصاحبه .. صلاة وآيات أقرأها علّ الـ روح الهائجة هناك تسكن .. ثم أنزل إلى الكافتيريا بـ مفردي .. أختار لـ نفسي مقعدا يستند على جدار لامع .. وأبدأ قراءة محاضرات مقرر العصر ..

عند الثالثة عصرا .. أرسم لـ نفسي طريقا نحو المبنى المجاور .. أدخل مختبر الحاسوب ،ونية الكتابة هنا تقفز أمام عقلي كطفلة تكتشف أن الوسيلة الوحيدة لشد انتباه أمها .. القفز .. أفتح ثلاثة أجهزة أجربها وأعرف أن الانترنت لا يعمل أفتح صفحة برنامج الرسم لأرسم .. الفتاة التي تجلس بجانبي تتأملني ،وتحدق فيني كأنها تحاول معرفة الشيء الذي أرسمه .. دون أن تنجح في ذلك لأني في الأصل لم أكن أعرف ما الذي كنت أرسمه .. ربما ملامح اليوم الطويل أو ربما الطريق الذي أراه ..

وقت محاضرة الـ3:45 جاء .. الوقت الذي لا يعقل أن يدرس في ـه أحد .. لأني أعتقد أن في تلك الـ لحظات تتوقف العقول عن العمل ..،وتأخذ راحة حتى الرابعة والنصف وربما عند البعض الخامسة .. توقعت أن لا يحضر دكتور المقرر ،وتلك كانت أكبر أمنياتي اليوم ..،وأذكر أني قلت لأختي مريم قبل النوم بالأمس " لو لم يكن لدي اختبار منتصف الفصل اليوم لما ذهبت إلى الجامعة " .. حضر الدكتور ،ويبدو أن الاختبار القصير الذي كان يجب أن يتم .. لم يتم إلا بـ الصورة التي رسمها الدكتور .. أسئلة قصيرة سألني عنها لم أعرف إجابة الأول ولا الثاني ولا الرابع ..وربما سيشفع لي الثالث مع هذا خرجت دون أي احساس بالذنب.. الشطر العملي لهذه المحاضرة الذي يكون كل ثلاثاء أراه مضيعة للوقت حقا .. فلا يعقل أن تأتي لتسأل في أشياء سبق أن درستها في مقرر كامل من قبل هذا أمر ،والأمر الثاني كيف يمكن العمل على أمر أنت لم تعدّ له العدة حتى الآن .. حضرت قبل أسبوع ولم أتعلم شيئا جديدا سوى أن ـني وزيانة فتحنا برنامج التصميم وجربنا الأزرار التي لم نستكشفها من قبل راسمين أشكالا بدت لنا رائعة في الوقت الذي كانت فيه الأستاذة تبحث عن كيفية جعل البرامج قابل لأن يكتب نصوصا عربية . والثلاثاء الماضي قررت دون مقدمات التغيب لأني أعلم أني لن أستفيد أو أفيد .. لذلك من الأفضل البقاء في البيت والعمل على بعض صفحات مجلة مشروع التخرج ..

مشروع التخرج هذا الذي تراه منال سهل جدا ،ويمكن الانتهاء منه بسرعة ،وأن عملها كمتخصصة في العلاقات العامة أصعب بكثير من عمل الصحافة وأن وأن وأن وتصرُّ على تذكيري بالأمر في كل مرة أفتح حديثا عن مشروعي .. حديث منال هذا أرى أن بدء مناقشته سيقودني إلى جدال عقيم .. لا فائدة من ـه ،ولن يضيف لي شيء ،ولكن يؤسفني كثيرا أن تفكر منال التي ستتخرج بعد فترة قصيرة على هذا النحو وتعيدنا إلى نفس الجدال العقيم الذي كنت أقف عنده كثيرا منذ التحقت بالقسم الأدبي في وقت كان أغلب الزميلات المقربات يدخلن القسم العلمي .. مؤسف أن يزال البعض يفكر بتلك الطريقة السطحية ..

لا شيء يحدث هنا أو هناك .. الأسابيع تسير ،والدراسة تكاد تنتهي ،لم أقرأ حتى اللحظة كتابا من كتبي الجديدة ..،وأحاول أن يظهر مشروع التخرج كما أتمنى ..

 

 

.

.

 

dear , today my graduation ceremony o am there :]

pray for me

 

غدير .. صديقة القلب

يكفي أن تصلني رسالتك هذه .. لـ ابتسم

مبروك .. لكِ ،وأهلك تخرجك

 

 

اليوم : 14 مارس 2010م

أنا الـ آن : أشعر بالنعاس

أقرأ : لا شيء

أتابع : لا شيء محدد

مزاجي : لا شيء

أتمنى : أن تتحقق أحلام ـكم

 

 

الصورة :

lowbattery

 

 

 

 

8 رأي حول “14 مارس

  1. السلام عليكم و رحمة الله تصفيق حار ليوميات رائعه و مذهله بتصاويرها و إٍلوبها الذي شدني منذ الحرف الأول اسلوب مبالغ فيه و لكني صاق فيما قلته هي الأيام تمر دوما هكذا فمنها ما هو جيد و منها ما هو سئاخرجي من غفلة الوحده و تأكديبأن يومنا جميل لوجودنا فيه بالتوفيق ان شاء الله و حظا موفقا

  2. مراحب سااااااروهيوميات روتينية اعيشها كما تعيشينها لاننا انا وانتي ننضم الى القفص نفسه والمقررات نفسها اتمنى ان يحدث جديد في خضم هذه الروتينيات المميته التي لا نخرج بالمفيد منها الا ناااااااااااااااااااااااااااادرامشروع التخرج يؤرقني واحيانا ضميري يؤنبني فأصحى من نومي فجأه لافكر فقط في ما هو مقدم فيما يتعلق بهذ المشروع المجهول حتى الان اتمنى ان نقدم جديد له قيمه يرفع من شأننا او على الاقل يحسسنا بأننا لم نخرج من الجامعه كما دخلناهابالتوفيق عزيزتي

  3. جئت أكتب اسمك :)ثم تذكرت أنك ستصرخين خجلا وغضبا..،والقفص ذاك جميل رغم كل ما فيهورغم الملل الذي يدفعنا إلى ضحك بلا سببوكتابة تعليقات قد ترمينا في حفرة العقاب يوماصدقيني كل شيء يصبح سهلا عندما نكتب على ورقة ونعلقها أمام أعينهااكتبي المطلوب منكِ في ورقة وعلقيها في غرفتك المزدحمة بالفوضى الجميلة :)وسيمر كل شيء بهدوءأتمنى أن تقدمي مشروعا متميزا .. يترك لكِ بصمة لا تمحىسلامينلتقي عند ال12 🙂

  4. :)يوماً ما ستكون كل هذه الأشياء ذكريات جميلة لذيذٌ استعادتهاأتمنى لك مشروع مذهل جداً دمتِ بود قطرة ندى

اترك رداً على sara إلغاء الرد